أسئلة طرحها ليوناردو

وُلِد ليوناردو دي سير بيرو دا فينتشي بالقرب من قرية فينشي في توسكانا، في عام 1452، وتوفي في فرنسا في عام 1519. لقد عُرِف في حياته بصفته فنانا بارعا، مهندسا، ومخترعا. بعد وفاته بخمسمائة سنة، أصبح أيقونة حضارية، ورجل "عصر النهضة" الفذ.

ولكن في حين أن أعماله الفنية أثرت كثيرا في الفنانين طوال سنوات، فقد تكشف نظرة فاحصة أن اختراعاته الهندسية لم تحدث تغييرا تكنولوجيا، وأن "ابتكاراته" التي طورها بفضل خياله البارع لم تطبّق في أرض الواقع. علاوة على ذلك، فإن اكتشافاته العملية التي حدثت في وقت مبكّر، لم تُنشر طوال قرون، وقد ساهمت قليلا في دفع المعرفة البشرية قدما.

في مؤلفاته التي تحتوي على سبعة آلاف صفحة، والتي تشكل على ما يبدو ثلث مؤلفاته، يتضح أن ليوناردو كان إنسانا فضوليا جدا. في فينتشي والمناطق المحاذية لها، في فلورنسا، ميلانو، روما وفرنسا، في أحضان الطبيعة، في المدينة الصاخبة، في المختبر والإستوديو، لم يتوقف ليوناردو عن طرح الأسئلة حول أي موضوع يخطر في باله.

أسئلته المثيرة للاهتمام جعلته يتمعن في العالم من حوله. وساعدته معرفته الواسعة على أن يجد علاقة بين ظواهر مختلفة كان قد شاهدها، وساهمت مهاراته التقنية، وصبره أيضا على اكتشاف جسم الإنسان (علم التشريح)، ومبان ومنظومات وآليات طبيعية وميكانيكية. وثق ليوناردو مشاهداته ومعرفته خطيا، وبمساعدة قدرته على الكتابة نجح في أن يعبّر عن أفكاره وحب استطلاعه.

يركز المعرض على حب استطلاع ليوناردو اللا متناهي، الذي يعتبر "إنسانا فضوليا".  عمل ليوناردو منذ صغره وحتى مرحلة أكثر متقدمة من عمره، وفق مبادئه التوجيهية: طرح الأسئلة، التمعن، والتسجيل. بالإضافة إلى ذلك، هناك مصطلحان يبرزان في المعرض: التشابه وعلم التشريح (جسم الإنسان والآلة).

يتضمن المعرض أكثر من أربعين معروضة مختلفة، والكثير منها هي معروضات تفاعلية تتيح للزوار أن يخوضوا تجربة حياة المخترع من فينيشي.

هناك عدد من المواضيع التي تتناولها المعروضات: علم التشريح (جسم الإنسان)، علم النباتات والجيولوجيا، الطيران، المِيكانِيكا، البصريات والمخططات، وهناك أيضا توثيقات هامة لليوناردو، ومعروضات تم بناؤها بوحي من مخططاته.