تاريخنا

من فكرة إلى متحف

إذا طُرِح السؤال: "كيف بدأ كل شيء؟"، فالإجابة بسيطة: في مختبر البروفيسور بيتر هلمان، في متحف العلوم، في حرم الجامعة العبرية في جفعات رام، في عام 1980.

في ظل الأجواء الجامعية في جفعات رام، والجبال المقدسية، أقام البروفيسور هيلمان مجموعة من الأكاديميين من الجامعة العبرية كان لديها هدف مشترك: إقامة موقع دائم لعرض العلم بطريقة جذابة وبسيطة أمام الجمهور الواسع، الشبان والأطفال أيضا.

لقد اتخذت هذه المجموعة متحف الإكسبلوراتوريوم في سان فرانسیسكو الذي أقيم في عام 1969 على يد فرانك أوبنهايمر نموذجا لها، وبالتعاون مع متحف العلوم الجديد في تورونتو، كندا، الذي افتُتِح في ذات العام، أقامت حركة جديدة من متاحف العلوم في العالم. أقامت هذه المجموعة جمعية تدعى "بيت العلوم البسيطة"، وبدأت بعملها. عملت الجمعية من مقرها في الحرم الجامعي في جفعات رام لمدة عشر سنوات.

لكي تعرف هذه المجموعة المقدسية كيف تقيم متحفا في القدس قررت أن تعمل بطريقتين:

  • العمل: "ما تراه العين - ورشة عمل في مجال العلوم" كانت قد افتُتِحت في عام 1982، وكانت مختبرا جماهيريا تجريبيا، استطاع خلالها الطاقم أن يلتقي بالزوار وأن يفحص معهم وسائل العرض، وطرق الإرشاد الملائمة للمجتمع الإسرائيلي. في إطار "ما تراه العين - ورشة عمل في مجال العلوم" أقيمت معارض مثل "الحواس"، "الكبير والصغير"، يتدحرج وينتقل"؛ وقد أقيمت فعاليات للجمهور مثل "فقاعات الصابون"، "ندور"، وغيرها، وقد طُوّرت برامج للطلاب، ورشات للمعنيين، ودورات استكمال للعاملين في مجال التربية.
  • التفكير: بدأ أعضاء المجموعة يلتقون بشكل ثابت بصفتهم طاقم التفكير الذي عليه أن يحدد الفكرة الأساسية للمتحف الجديد. عُرِضت هذه الفكرة في إطار سمينار دولي، "سيمنار بات شيفاع" الذي أقيم بمبادرة وإشراف البروفيسور هيلمان في القدس، عام 1982. في هذا السمينار، التقى  خبراء من خارج البلاد بخبراء إسرائيليين، وهكذا نشأت النواة الأساسية لكل متاحف العلوم في إسرائيل.

ساهم السمينار في أن يواصل طاقم العمل المقدسي العمل، التعلم وبلورة البرامج، ومتابعة التجارب ضمن العمل مع الجمهور - تحضير مخطط والبحث عن مصادر دعم وموارد لإقامة متحف علوم في القدس.

تضمنت الفكرة الأساسية برنامجا رئيسيا لإقامة متحف العلوم في القدس على مساحة عشرة آلاف متر مربع، وبالقرب منه، كان من المخطط إقامة مسرح للعرض على شاشة كبيرة (آيمكس). تم العثور على قطعة أرض ملائمة، تقع بين متحف إسرائيل وحرم العلوم في الجامعة العبرية، كجزء من سلسلة المتاحف الوطنية.

تيدي كوليك، رئيس بلدية القدس حينذاك، علم بالمبادرة التي بدأت طريقها في الجامعة العبرية وكانت في مراحلها الأولى. لقد تحمس كوليك كثيرا، وكان عليه أن يعثر على المتبرع الصحيح، الذي يمكنه بمساعدة صندوق القدس أن يساهم في إقامة المتحف. كانت عائلة بلومفيلد قادرة على تلبية هذه المتطلبات وبمساعدة صندوق إل دي، لهذا تبرعت العائلة لإقامة متحف العلوم، الذي افتُتِح القسم الأول منه في مقره الجديد في حزيران 1992. لقد أقام صندوق القدس المتحفَ.

رافق طاقم صغير المشروع "من فكرة إلى متحف". أن الاستعداد لبناء المتحف ساهم في توسيع الطاقم من جهة، وفي توزيع المهام من جهة أخرى. واصل البروفيسور هيلمان عمله مديرا للمتحف، وكانت مايا هليفي رئيسة طاقم بناء المتحف والمسؤولة عن المعروضات، ورعياه توخمان كانت مسؤولة عن الفعاليات التربوية، ومطوّرة مركز لأطفال سن الروضة. في السنوات الأولى من إقامة المتحف، انضمت ديانا بينوس إلى طاقم سن الروضة. عمل بيني نحماني رئيسا للقسم التقني، ودكتور أمير بن شالوم مطورا للمعروضات. كانت هذه المجموعة أساسا للطاقم الثابت في متحف العلوم على اسم بلومفيلد في القدس.

أقامت الجامعة العبرية مع صندوق القدس وجمعية "بيت للعلوم البسيطة" جمعية جديدة تدعى "متحف العلوم على اسم بلومفيلد في القدس" وعينوا معا لجنة إدارة مؤلفة من خمسة عشر عضو برئاسة البروفيسور يتسحاق فرنس، الرئيس الأول.

تتطلب نجاح المتحف توسيعه. لهذا في عام 1995، قدّم المتحف إلى صندوق القدس خارطة مفصّلة لإقامة فرع جديد، وفي صيف 2001 احتُفِل بافتتاح الفرع الجديد. عائلة بلومفيلد، وزارة التربية، ومتبرعون آخرون عبر صندوق القدس ساهموا جميعا في إقامة الفرع الجديد.

تعتبر كل سنة في المتحف سنة جديدة من الأعمال الإبداعية والابتكارات البحثية، التطويرات والأعمال التي يشارك فيها أعضاء المتحف ومشاركون آخرون يؤمنون أن العلم هو لغة مشتركة لا تعرف الحدود، الجندر، العمل، والإيمان.

منذ عام 1992، زار المتحف أكثر من سبعة ملايين زائر، أقيم أكثر من أربعين معرضا، طُوّرت آلاف المعروضات الفعّالة، عُرِض ثلاثون معرضا، ولم تكن هذه المعارض ثابتة (كان جزء منها من خارج البلاد، وقسم من البلاد)، أقيم أكثر من مئة وعشرين احتفالا خاصا للجمهور الواسع، طُوّرت مئات البرامج التربوية المختلفة (بدءا من سن الروضة وحتى سن التقاعد)، وغيرها.

نطمح فيسعى متحف العلوم إلى أن يواصل عمل Hub & Lab في عالم التربية من أجل العلوم والتكنولوجيا. ونحن نسعى إلى متابعة عملنا استنادا إلى قيمنا ورؤيانا - أن يكون المتحف متحفا للتجارب الممتعة لكل من يرغب في أن "يتعلم كيف يمكن التعلم". نعمل من أجل التقدم؛ متابعة تطوير المتحف في الداخل والخارج، تطوير الأماكن الجسمانية والمواقع المحوسبة، من خلال الدمج بينها، إقامة معارض جديدة، تشكيل مركز تطوير، تطوير المعرفة والإثراء في مجالي العلوم والتكنولوجيا للطلاب والكادر التعليمي، تشجيع الفتيات والشبان من كل أوساط المجتمع الإسرائيلي على التفوّق، إقامة بعض الفعاليات والتجارب لكل العائلة والأعمار، تلك المتعلقة بمجالات علمية مختلفة، إقامة حوار وتوفير حيز مفتوح يتيح عملية ممتعة من البحث والتعلم من خلال التعاون في البلاد والعالم.

 

التحدي الأكبر الذي نواجه الآن هو إقامة متحف طبيعة إسرائيلي كجزء من حرم مشترك مع متحف العلوم من خلال الربط بين مجالات العلوم المختلفة، حيث ستقام في حرم المتحف المدمج ظواهر طبيعية وتُعرض مبادئ علمية ومنهجية كانت قد ساهمت في الاكتشافات والمعرفة الجديدة التي تشمل على مشاهدات وفرضيات إلى جانب التجارب والنظريات، والتطويرات ذات الصلة بالتكنولوجيا والصناعة. إن عرض المجالات العلمية المختلفة تحت سقف مشترك يتيح عرض العلاقات العميقة، والفوارق المفاجئة بين طرق علمية مختلفة عند البحث عن القوانين العالمية في العالم المحيط بنا.

رؤساء لجنة الإدارة:

البروفيسور يتسحاق برنس 1993-1992

دكتور دان شارون 1995-1993 

البروفيسور نافاه بن تسفي 2010-1995

البروفيسور رام سري 2014-2010

شلومو يناي 2014 وحتى يومنا هذا