منذ أن خرج الإنسان القديم من المغارة، بدأ بإقامة مبانٍ: كوخ للعيش فيه، جسر لقطع النهر، بئر لسحب مياه الينبوع...
على مر العصور، تطور البناء وخطط الإنسان لإقامة مبانٍ أكثر تعقيدا وأكثر متانة وتطوراً. ولم يعرف البُنَاة أنهم يستندون في عملهم إلى العلم ويستغلون التكنولوجيا. مع ذلك، نحن نعرف الآن أن الأبنية لا تُبنى استنادا إلى المواد فحسب بل إلى العلم أيضا.
التجربة، البديهة، والمعرفة الأولية عن المواد وطرق البناء انتقلت من جيل إلى آخر، وسمحت للأفراد بأن يطوروا المباني ويحسنوها. وكل ذلك قبل وقت من تسمية المعرفة في هذه المجالات بأسماء مثل الهندسة، الفيزياء، والرياضيات. كما أن الطبيعة غنية بالمباني الرائعة التي تستند إلى ذات المبادئ والقوانين.
في يومنا هذا يتيح لنا العلم والتكنولوجيا أن نبني أي مبنى تقريبا: ناطحات السحاب إلى جانب مدن تحت الأرض; مبان حجرية ومبان فولاذية وزجاجية; سدود هائلة إلى جانب آبار عمقها مئات المترات; نتوءات بارزة من مبان، وجسور تعمل تحت ضغط آلاف الأطنان، وتمتد فوق هاوية عمقها عشرات الكيلومترات.
لفحص مدى مقاومة المباني على الصمود، وقبل استثمار الجهود في بنائها، طور الإنسان وسيلة ناجعة وهي بناء نماذج.
في المعرض "لماذا لا تسقط المباني" يمكنكم تجربة نماذج المباني، إقامتها، تركيبها، وفحص مدى قدرتها على الصمود; تتعلمون كيف تخططون لبناء سقف، وكيف تبنون نتوءا في جسر، تكتشفون ما الذي يجعل النتوء قويا وصامدا في ظل العبء، وكيف خطط ليوناردو دي فينتشي جسرا من جوائز أقصر (الجوائز عناصر خطية تشكل مساند إنشائية تقوم بنقل الحمولات من العناصر المسنودة عليها إلى العناصر المستندة عليها) من عرض الهاوية؛ وتدركون لماذا برج بيزا المائل ما زال صامدا، وكيف أن الكنائس القوطية الشامخة صامدة جدا.