البروفيسور بيتر هيلمان

البروفيسور بيتر هيلمان هو المؤسس والمدير الأول لمتحف العلوم على اسم بلومفيلد في القدس.

لقد بادر وأقام هذا المتحف، وكان أول من جعل العلم قريبا ومتاحا أمام الجمهور الواسع. منذ اليوم الأول وحتى يومنا هذا، أثرت وما زالت تؤثر مبادرته في المتحف.

وُلِد هيلمان في جنوب إفريقيا، عام 1928، وقدِم إلى إسرائيل عام 1960، بعد أن حصل على الدكتوراه في الفيزياء النووية في جامعة هارفارد، وبعد أن عمل في مختبرات عالمية رائدة في مجال خبرته. في عام 1964، عُيّن رئيس قسم الفيزياء النووية في معهد وايزمان للعلوم في رحوفوت.

في عام 1967، أجرى تغييرا جذريا، وبدأ بالعمل في مجال تخصص جديد وهو العلوم العصبية وأبحاث الدماغ. شغل منصب أستاذ في معهد علوم الحياة في الجامعة العبرية في القدس حتى استقالته في عام 1998.

في عام 1980، طرح هيلمان فكرة إقامة متحف العلوم في القدس. كخطوة أولى لتنفيذ رؤيته، أقام في الجامعة العبرية مشروع "العين ترى - ورشة عمل في مجال العلوم"، الذي استمر طوال عقد تقريبا. استند نشاط عمل هذا المشروع إلى رؤيا هيلمان، قيادته، وإلهامه.

في الوقت ذاته، واصل هيلمان الترويج لإقامة متحف علوم كبير في القدس، ليكون الأول في إسرائيل. حظيت فكرته بدعم الجامعة العبرية، وصندوق القدس، وقد تحققت في عام 1992، بافتتاح معهد العلوم على اسم بلومفيلد في القدس.

شغل هيلمان تطوعا منصب المدير الأول للمتحف طوال ثلاث سنوات تقريبا. بعد خروجه للتقاعد في عام 1995، وحتى أيامه الأخيرة، واصل عمله مديرا علميا تطوعا. لقد زار المتحف كل أسبوع، وساهمت خبرته، معرفته، وحبه للعلوم في تعزيز المعرفة لدى الأجيال القادمة.

لعب هيلمان دورا هاما في المتحف، مقدّما المعلومات إلى الجمهور الواسع، من كل الأطياف والأجيال. نشر عشرات المقالات في البلاد وخارجها، أسس أجيالا كثيرة من الطلاب المهتمين بالعلوم، ودفع قدما مفهوم ثقافة العلوم في أنحاء البلاد.

في عام 2019، احتفل العالم بذكرى 500 عام على وفاة ليوناردو دا فينشي. في ذلك العام، كان المعرض المركزي في المتحف وهو "أسئلة ليوناردو" مكرسا لذكرى البروفيسور هيلمان.

جسد ليوناردو دا فينشي، أكثر من أي شخص آخر، فكرة "رجل عصر النهضة" الكلاسيكية. لقد اهتم بمجالات معرفة كثيرة ومختلفة، ومنها العلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية. كان هيلمان المعروف في الفيزياء النووية وعلوم الدماغ "رجل عصر النهضة" دون شك. كان مبدعا، موهوبا، وفضوليا. لم يتوقف عن طرح الأسئلة. وكان ملهما للآخرين.